أهمية البحث العلمي
إن السعي الجاد منذ الأزل في كشف الحجب عن الحقائق المرئية وغيرها من المسلمات فتح الأبواب الموصدة أمام العقول البشرية، ووجهها نحو التأمل والتفتيش الدائم عن طرق ووسائل للعيش، وهذا السعي الأزلي كان سهم البداية لدق طبول البحث العلمي بداية بجمع المعلومات، وتحليلها، للحصول على نتائج مرضية تقف سنداً أمام دواعي الجهل، وأسباب الفساد في المجتمعات ليرقى بالأفراد نحو بناء مجتمعات أرقى من أن تشوبها غبار اللاحضارة.
فالبحث العلمي: هو ذاك الإنجاز الذي يعتمد على مجموعة من الخطوات، والأسس العلمية المتعارف عليها، والتي تسير بطرق متتابعة تبدأ من معرفة المشكلة وتحليلها، مروراً بجمع البيانات وتوثيقها لاستخلاص مجموعة من الحلول نتيجة جهود فردية وجماعية.
ويهدف البحث العلمي إلى اثراء الجانب المعرفي بالمجالات النافعة من خلال:
- تقديم المعارف واكتشاف الحقائق.
- تقديم المشورة العلمية من خلال استنباط طرق جديدة لمعالجة المشكلات.
- جمع التراث العربي والإسلامي وذلك من خلال ابراز منجزات الحضارة.
- توقع استراتيجيات مناسبة لتنمية الأجيال، والارتقاء بمستواهم وذلك لإحياء مستقبلهم العلمي والحضاري.
وتكمن أهمية البحث العلمي في الفكرة التي يعالجها الباحث ويسعى لتحقيقها، إذ أنه لا يمكن إنكار أن البحث العلمي أصبح ضرورة من ضروريات الحياة لأنه يشكل إضافة نوعية لكلٍ من الباحث والقارئ، وسنعرج على أهمية البحث العلمي للمجتمع والباحثين على حد سواء.
أهمية البحث العلمي بالنسبة للمجتمع:
- يسهم البحث العلمي في نشر المنهج الإسلامي الصحيح، من خلال جهود الباحثين في إبراز صورة مشرقة للإسلام.
- يلعب دوراً كبيراً في بناء أجيال واعدة تنهض بالأمم لواقع أفضل.
- يحقق البحث العلمي تقدماً ملحوظاً للمجتمعات وأفرادها، ناقلاً إياها من بؤرة الجهالة والفساد، إلى قمة الرقى والانجاز.
أهمية البحث العلمي بالنسبة للباحث:
- تنمية قدرة الباحث على دراسة المشكلات من خلال تجاوز المعيقات، والارتقاء به لمستويات عليا من الإدراك والنقد والتحليل.
- تدريب الباحث على الاعتماد على نفسه بشكل أعمق في استنباط طرق جديدة لمعالجة القضايا البحثية.
- مساعدة الباحث في اكتشاف طرق مبتكرة لم يسبق إليها أحد من قبله.
ومن أجل الحصول على بحث علمي جيد لا بد من شروط للبحث العلمي الجيد ومنها:
- أن يتصف بدقة المضمون والشفافية في عرض الأفكار البحثية.
- أن يتسم بالموضوعية والتجديد اللذان يضيفان طابعاً حيوياً وأكثر واقعية على البحث.
- أن يعالج قضايا بحثية جديدة ويبرز جوانب لم يسلط عليها ضوءٌ بحثي من قبل.
- أن يحتوي كماً لا بأس به من أفكار واضحة ومنهجية علمية ذات مصادر غزيرة.
ويفترض على مجتمعاتنا أن يكون لها دوراً ريادياً في توجيه الأفراد نحو وجود مراكز بحثية تشكل حلقة وصلٍ بين المجتمعات، والباحثين، والجامعات، وصناع القرار، وتسليط الضوء على اسهامات المفكرين ليشكل ذلك فارقاً في مدى تحقيق البحث العلمي لأهدافه التطويرية والإبداعية.
أ. أسماء سعد أبو جزر
ماجستير مناهج وطرق التدريس
مشرف تربوي بالجامعة الإسلامية – غزة.