مهارة إعداد خطة البحث
تعد الأبحاث من ركائز العملية التعليمية, لا سيما في مراحلها المتقدمة خاصة مرحلتي الماجستير والدكتوراه, فلكتابة الأبحاث فوائد كبيرة سواء للباحث أو للمجتمع الذي يعيش فيه, أما الباحث فيتعرف من خلال الكتابة على مهارات البحث العلمي, ويقف على المعلومات الصحيحة بنفسه, أما بالنسبة للمجتمع فعند إثارة ظاهرة ما في المجتمع وتحليلها والاستفادة من مواطن قوتها وعلاج مواطن ضعفها, فبالتالي يستفيد المجتمع المحلي من دراستها.
أما خطة البحث العلمي فهي إحدى الأقسام الرئيسة للبحث العلمي, وتعد من الأمور التي يجب على الباحث إتقانها قبل الخوض في إعداد وكتابة أطروحته العلمية (ماجستير, دكتوراه), حيث يمكن تعريف خطة البحث العلمي بأنها ذلك التصور المستقبلي للبحث, أي توقعات الباحث للشكل النهائي الذي من خلاله يمكن التوقع بما سينتهي به البحث أو الأطروحة. كما تضع خطة البحث الباحث على الطريق الصحيح ليصبح قادراً على إنجاز بحثه العلمي وفق المدة المحددة وبجودة كبيرة.
لخطة البحث عدة عناصر يمكن إجمالها في الآتي:
- عنوان البحث/ والذي يلعب دوراً هاماً في خطة البحث, فهو عنصر الجذب الرئيسي, والذي يجب على الباحث أن يكون على دراية بشروط العنوان الجيد, وذلك كي يستطيع اختيار العنوان الجيد وغير المستهلك.
- مقدمة البحث/ والتي من خلالها يقوم الباحث بإعطاء لمحة عن موضوع البحث, كما يقوم الباحث من خلال المقدمة بإبراز الأسباب التي دفعته لاختيار هذا البحث, والحديث عن أهمية البحث, والفائدة المرجوة من خلاله, ويجب على الباحث أن يجعل المقدمة بسيطة وسهلة الفهم وجاذبة للقارئ, وخالية من الأخطاء اللغوية والإملائية.
- مشكلة البحث/ وهي المشكلة التي شعر بها الباحث وحتمت عليه البحث فيها, ومن خلالها يقوم الباحث بصياغة المشكلة بطريقة سهلة ومحكمة, مع إمكانية القيام بتشكيلها على شكل فرضية أو سؤال.
- أهمية البحث/ وهي ذكر الفوائد المرجوة من هذا البحث والتي تعود على البحث العلمي من ناحية, وعلى الطالب من ناحية وعلى المكتبة من ناحية وعلى صانعي القرار من ناحية أخرى.
- حدود البحث/ والتي تتمثل في الحدود الزمانية والمكانية التي سيقوم الباحث بالعمل ضمن نطاقها في بحثه, والتي يجب عليه الالتزام بها أثناء الكتابة.
- منهجية البحث/ وهو المنهج الذي يقوم الباحث باستخدامه في دراسته, والأسباب التي دفعته لاختيار هذا المنهج, وبالتالي يجب على الطالب أن يكون مطلعاً على كافة مناهج البحث العلمي لاستخدام ما يناسب دراسته.
- تقسيم البحث/ حيث يتألف البحث أو الدراسة من عدة أبواب, يحتوى على باب على مجموعة من الفصول, وكل فصل على مجموعة من المباحث, وهكذا, ويراعي في الفصول والمباحث أن تكون متقاربة في حجم الصفحات.
- قائمة المصادر والمراجع/ فلكل دراسة مصادر ومراجع متعددة يعود لها الباحث, يراعى منه أن تكون وثيقة الصلة بموضوع البحث, ومرتبة وأصيلة.
- الإطار النظري للبحث/ والذي يشكل جزءاً مهماً من البحث, حيث يحتوى على الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع من زوايا مختلفة, حيث يتوجب على الباحث عرض هذه الدراسات بشكل صحيح.
يمكن توضيح أهمية خطة البحث في أنه يمكن للباحث من خلالها تحديد الهدف الذي يقوم به, كما أنها تلعب دوراً في قبول البحث العلمي بأكمله من قبل لجنة المناقشة أو رفضه أو تعديله, أيضاً تختصر الوقت والجهد على الطالب لا سيما إذا كانت مواصفاتها جيدة ودقيقة, كذلك تعمل على تحديد الأهداف الرئيسية والفرعية للباحث ليسير عليها أثناء كتابته للبحث.
وفي الختام يجب القول أن خطة البحث تعتبر البوابة التي ينطلق منها الباحث في كتابة بحثه, وبالتالي وجب على الباحث إعطاء الخطة حقها وقيمتها, وأن يدعمها بالمعلومات الكافية لتقويتها, إضافة إلى ذلك يجب عدم التسرع أثناء كتابة الخطة والتأني قدر الإمكان, مما سيكون له أكبر الأثر في الخروج بخطة محكمة ودقيقة ستكون مفتاح الدخول لعالم البحث والكتابة.